ما من شيء أحبّ إلى الله من شاب تائب : أخواننا الكرام؛ ما من شيء أحبّ إلى الله تعالى من شاب تائب، أذكر مرة شاباً عنده مكتبة بأحد أحياء دمشق، فتاة لعوب من بنات الهوى ابتسمت له، غمزته وغمزها، قالت له: الحقني- القصة قديمة من خمسين سنة- كان عندنا بالشام قطار، هو كان قد أخذه والده إلى الحج وعمره ثماني عشرة سنة، وهو يمشي قال: أنا حاجج، أين سأذهب؟ استحى من الله، فركب القطار وهرب منها، يقسم بالله العظيم من فمه إلى أذني، بعد أسبوعين وقف على محله التجاري رجل من وجهاء الحي، قال له: يا بني أنت متزوج؟ قال له: لا، قال له: أنا عندي بنت تناسبك- هو ظن أنها كاسدة، كبيرة بالسن، مستوى جمالها درجة ثانية- ابعث أمك لتراها، بعث والدته وجدتها رائعة في الجمال، أخلاق، وعلم، ودين، والأب تاجر زيت كبير، قال له: أنا أريد أن تصبح شريكي، أخذ لها بيتاً بأحد أرقى أحياء دمشق، وسيارة شوفرليه، هذا صار بجنة، لأنه استحى من الله ورجع، ولم يكمل.
والله يوجد قصة ثانية: شاب يبيع فضلاً، أي إذا بقي بالثوب ستين سنتمتراً هذا ليس ثوباً، هذا ليس فستاناً، يباع فضلة، يخبط لولد صغير، كل فضلة ثمنها دولاراً للإيرانيين، امرأة أعطته مئة دولار بالخطأ، هو دولار واحد، أخده ووضعه بجيبه، بعد خمس دقائق فتح فوجد مئة دولار، هو يريد دولاراً فقط، كان أمام محله رجل يعمل بالصرافة – طبعاً الصرافة منعت - قال له: عينك على البضاعة، ركض ولحق بها أمام العصرونية، قال لها أختي: أنا أريد دولاراً، وقد أعطيتني مئة، دعت له كثيراً، الصراف الذي جلس مكانه وجده أميناً، هو عنده محل، والمصلحة التي تخصه صارت ممنوعة، قال له: تشاركني بالأقمشة؟ قال له: أتمنى والله، جعله شريكه، مده برأس مال ضخم، اشترى سيارة، وبيتاً بالعدوي، نقله نقلة مذهلة، لأنه رجع و لم يكمل، ترى عظمة الله عز وجل!
((ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه))
[ الجامع الصغير عن ابن عمر ]
راقب الله، الذي خلقك كل شيء بيده، حياتك بيده، فرص العمل بيده، صحتك بيده، زواجك بيده، مستقبلك بيده، شراء بيت بيده، كله بيده.
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنــا فإنا منحنا بالرضا من أحبنــــا
ولذ بحمانا واحتمِ بجنــابنـــــا لنحميك مما فيه أشرار خلقنــــــا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغـل وأخلص لنا تلقى المسرة والهنــا
وسلم إلينا الأمر في كل ما يكـن فما القرب والإبعاد إلا بأمــرنـا
فيا خجلي منه إذا هـو قال لــــي أيا عبدنــا ما قـــرأت كتابنـــا
أما تستحي منا ويكفيك ما جــرى أما تختشي من عتبنا يوم جمعنـا
أما آن أن تقلع عن الذنب راجعاً وتنظـــــر مـا به جـــــاء وعدنـــا
فأحبابنا اختاروا المحبة مذهبــاً وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا
فـلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنـــا لغـيرنـا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة لمـت غريباً واشتيــــاقاً لقربنـــــا
***
يا شباب، ويا أخوان، يا أبطال إن شاء الله، تعامل مع الله عز وجل، اعمل معه خطاً ساخناً بالليل، صلّ قيام الليل، غض بصرك، الآن التجار أكبر عبادة ضبط الدخل، الشباب يستغربون أكبر عبادة العبادة الأولى غض البصر، الله يباهي الملائكة بالشاب المؤمن، يقول: انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي، ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب.